إليهم، ثم وقع أحد "بني شبابة" أسيرا في "بني سلامان بن مفرج" من الأزد، ففدى "بنو شبابة" الأسير به. فصار "الشنفرى" فيهم، وحسب منهم، ثم إنه أراد الزواج من ابنة رجل منهم، فرده والدها ردا عنيفا، أثر فيه، فعاد إلى "بني فهم"، وأخذ يغير على "بنى سلامان" للإهانة التي لحقته من الرجل، والتي كانت سبب صعلكته1.

ويروى أن الشنفرى أغار مع "تأبط شرا" و "عمرو بن براق" على "بجيلة"، فوجدوا بجيلة قد أقعدوا لهم على الماء راصدا، وقد علم "تأبط شرا" أنهم يريدونه، فتآمر مع الشنفرى وعمرو بن براق، على إنقاذه إن وقع في أيديهم، فلما جاء الماء قبضوا عليه، فعمد الشنفرى وابن براق إلى حيلة كانوا قد اتفقوا عليها لغش بجيلة، فأنقذوه، وهربوا ساخرين من بجيلة التي خدعت بها2. وللعرب قصص ترويه عن بساطة "بجيلة"، وسرعة انخداعها بالحيل.

وهو كما سبق أن ذكرت، أحد أغربة العرب، ويظهر أن الملامح الإفريقية كانت بارزة عليه، بدليل تلقيبه بالشنفرى، و"الشنفرى" الغليظ الشفاه، ويظهر أنه أخذ ملامحه من أمه السوداء. وأخباره متناقضة متضاربة، يظهر منها أن أباه قد قتله قاتل من "الأزد"، قتله "حرام بن جابر"، وكان قد قدم "منى" فقيل له: هذا قاتل أبيك، فشد عليه فقتله3. فحقد على قتلة أبيه، وقرر الانتقام منهم شر انتقام، وأن لا يكف عنهم ما دام حيًّا، فكان يكثر من الغارة عليهم، يغير مع من معه من صعاليك، وقد يغير عليهم وحده4.

ويروى في قتله، أنه قتل من "بني سلامان بن مفرج" تسعة وتسعين رجلا، فأقعدت له رجالا يرصدونه، فلما دنا من ماء ليشرب، قبض عليه رجلان من "بني البقوم" من الأزد، فقبضا عليه، وأصبحا به في "بني سلامان". فربطوه إلى شجرة، فقالوا: قف أنشدنا، فقال الإنشاد على حين المسرة، ثم قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015