هذه القصيدة وبأحكام الإسلام ضعيف الحبك، لا يتناسب مع المطلع ولا مع شعر الأعشى الآخر، ولهذا ذهب أكثر المعاصرين إلى أنها من الشعر المصنوع1. وفيها أمور من المجرمات لايمكن أن يكون الأعشى قد وقف عليها.
ومماجاء في هذه القصيدة:
ألا أيهذا السائلي أين يممت ... فإن لها في أهل يثرب موعدا
فآليت لا أرثي لها من كلالة ... ولامن حفى حتى تلاقي محمدا
متى ما تُناخي عند باب ابن هاشم ... تراحي وتلقي من فواضله يدا
أجدك لم تسمع وصاة محمد ... نبي الإله حين أوصى وأشهدا
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ... وأبصرت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله ... وأنك لم ترصد لما كان أرصدا
فإياك والميتات لا تقربنها ... ولا تأخذن سهما حديدا لتقصدا
ولا تقربن جارة إن سرها ... عليك حرام فانكحن أو تأبدا
نبي يرى ما لا يرون وذكره ... أغار لعمري في البلاد وأنجدا2
وأنت إذا قرأت هذه الأبيات والأبيات الأخرى التي لم أذكرها، فستخرج جازما أنها من الشعر المصنوع المنحول على الأعشى. ففيها نهي عن أكل الميتة، وعن عبادة الأوثان، والحث على الصلاة، وعلى إيصال السائل المحروم وغير ذلك من آراء إسلامية، تجد جذوبها في القرآن.
وذكر أن الأعشى سمى قصيدته المحكمة حكيمة، أي ذات حكمة. فقال:
وغريبة تأتي الملوك حكيمة ... قد قلتها ليقال من ذا قالها3
وقال بعض علماء الشعر: الأعشى أغزل الناس في بيت، وأخنث الناس في