ضخمة، يعقرونها لمن ينزل بساحتهم من ضيوف، أما إياد فهم أصحاب زراعة وحصاد.

وكان الأعشى ينادم "هوذة بن علي" الحنفي، صاحب اليمامة، وكان نصرانيا على ما يقال. وذكر أن "الأعشى" كان نصرانيا كذلك، وكان يزور "الحيرة" كما كان يزور أسقف "نجران". وله راوية يروي شعره اسمه "يحيى بن متى" من عباد الحيرة، وقد أشار في شعره إلى أمور توراتية مثل حمامة نوح وأخبار سليمان. لا ندري إذا كان قد أخذها من التوراة، أو أنه سمعها من رجال الدين أو من قصص نصارى الحيرة1.

وله أشعار كثيرة في مدح "هوذة" "هوذة بن علي بن ثمامة" الحنفي، منها قصيدته التي مطلعها:

أحيتك تيًّا أم تركت بدائكا ... وكانت قتولا للرجال كذلكا

وأقصرت عن ذكري البطالة والصبا ... وكان سفيها ضلة من ضلالكا

إلى أن قال:

إلى هوذة الوهاب أهديت مدحتي ... أرجي نوالا فاضلا من عطائكا

تجانف عن جو اليمامة ناقتي ... وما عمدت من أهلها لسوائكا

وهذه القصيدة تشبه أشعار المحدثين والمولدين في الرقة والانسجام2.

ومن شعره في مدح "هوذة" قوله:

له أكاليل بالياقوت زينها ... صواغها لا ترى عيبا ولا طبعا

وقوله:

وكل زوج من الديباج يلبسها ... أبو قدامة مجبورا بذاك معا3

طور بواسطة نورين ميديا © 2015