ومستجيب لصوت الصنج تسمعه ... إذا ترجع القينة الفضل1

وذكر أنه إنما عرف بصناجة العرب لكثرة ما تغنت العرب بشعره، أو لجودة شعره، أو لأن العرب كانت تتغنى بشعره على صوت الصنج، إلى غير ذلك من شروح وتفاسير2.

وقد نشأ "الأعشى" راوية لشعر خاله "المسيب بن علس"، وهو من شعراء الجاهلية المقلين. ثم نبغ هو في الشعر، فعلا اسمه على اسم خاله، حتى حلق في سماء الشعر، ولا سيما في وصف الخمر، حيث حظي الخمر عنده بموقع ممتاز في شعره، فأجاد في وصفه وفي أثره في النفس. وتفنن في وصف الخمر، حتى سبق بوصفه هذا سائر شعراء الجاهلية، ولم يلحق به في هذه الناحية من الشعر أحد. وقد عدّه بعض علماء الشعر رابع الشعراء الأربعة، فهو يأتي بعد امرئ القيس، وزهير بن أبي سلمي، والنابغة الذبياني3. وقد أجاد أيضا في وصف القيان.

قيل: كان الأعشى يفد على ملوك فارس، ولذلك كثرت الفارسية في شعره4، وزعم أن "كسرى" سمعه يوما ينشد، فقال: من هذا؟ آسْروذ كويذ تازى، أي مغني العرب، فأنشد:

أرقت وما هذا السهاد المؤرق ... وما بي من سقم وما بي معشق

فقال كسرى: فسروا لنا ما قال! فقالوا: ذكر أنه سهر من غير سقم ولا عشق!

فقال كسرى: إن كان سهر من غير سقم ولا عشق فهو لص!! 5 إلى غير ذلك من قصص مصنوع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015