وقد ذكر فيها "الله" بقوله:

أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم ... بلى كل ذي لب إلى الله واسل

ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل

وكل أناس سوف تدخل بينهم ... دويهية تصفر منها الأنامل

وكل امرئ يوما سيعلم سعيه ... إذا كشفت عند الإله المحاصل1

وهي قصيدة أزيد من خمسين بيتا. وأولها:

ألا تسألان المرء ماذا يحاول ... أنحب فيقضى أم ضلال وباطل2

وروي أن لبيد أنشد النبي قوله:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

فقال له صدقت، فقال: وكل نعيم لا محالة زائل

فقال له: كذبت، نعيم الآخرة لا يزول. وروي أن ذلك كان مع "أبي بكر"، وروي في خبر آخر أنه كان مع "عثمان بن مظعون"3.

وللبيد شعر يرثي به أخاه لأمه "أربد"، وكان قد أصابته صاعقة فقتل. وكان "أربد" أكبر منه سنا. وأبوه "قيس بن جزء بن خالد بن جعفر" "أربد بن قيس بن مالك بن جعفر"4، وكان يعطف على "لبيد" كثيرا وعلى ذوي رحمه، فارسا كريما، فلما أصابته الصاعقة تألم "لبيد" مما ألم بأخيه كثيرا، فرثاه برجز وبقصيدة وقد وجدت في النسخة العربية لتأريخ الأدب العربي لبروكلمان هذا النص: "ولما استقام السلطان للنبي بالمدينة، سار لبيد يحمل رسالة إليه من عمه: أربد: فأعجبه دينه"5. وهو وهم فأربد هو أخوه لا عمه. قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015