بديته، فأخذها من الحواثر1.
ويرى "بروكلمان" أن "طرفة" لم ينادم أبا قابوس، وإنما نادم "عمرو بن مامة" أخا الملك من أبيه، باليمامة. وكان قد التجأ إلى "مراد" من عداوة أخيه. فعاقب الملك "طرفة" بأخذ إبله التي تركها في "تبالة" من ديار "لخم"، فهجاه طرفة2. وقد ذكر "المرتضى" رواية تذكر أن صاحب المتلمس وطرفة هو "النعمان بن المنذر"، وذلك أشبه بقول طرفة:
أبا منذر كانت غرورا صحيفتي ... ولم أعطكم في الطوع مالي ولا عرضي
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعض
وأبو منذر، هو النعمان بن المنذر، وكان النعمان بعد عمرو بن هند، وقد مدح طرفة النعمان، فلا يجوز أن يكون عمرو قتله، فيشبه أن تكون القصة مع النعمان3.
وذكر أن عائشة سئلت: "هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر؟ فقالت: لا، إلا لبيت طرفة:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود
فجعل يقول: ويأتيك بالأخبار من لم تزود. فقال أبو بكر: ليس هكذا. فقال: إني لست بشاعر، ولاينبغي لي"4.
وينسب إلى طرفة قوله:
عفا من آل ليلي السهـ ... ـب فالأملاح فالغمر
فعرق فالرماح فالـ ... ـلوىمن أهله قفر
وأبلي إلى الغرا ... ء فالماوان فالحجر