دعوا جانبًا إنا سنترك جانبًا ... لكم واسعا بين اليمامة والظهر1
و"الحصين بن الحمام" المريّ، شاعر جاهلي، وهو من "بني مرة"، يعد من أوفياء العرب2، وهو أحد الشعراء المقلين. "قال أبو عبيدة" واتفقواعلى أن أشعر المقلين في الجاهلية ثلاثة: المتلمس، والمسيب بن علس، والحصين بن حمام المري"3. وقد أدخله بعضهم في الشعراء الجاهليين الذين أدركوا الإسلام.
وقد احتجوا بإسلامه بما نسب إليه من الشعر من قوله:
أعوذ بربي من المخزيات ... يوم تري النفس أعمالها
وخف الموازين بالكافرين ... وزلزلت الأرض زلزالها
والأصح أنه جاهلي لم يدرك الإسلام4.
وأما "المفضل بن معشر بن أسحم"، فهو من "نُكرة" من "لكيز"، فضلته قصيدته التي يقال لها "المنصفة"، وأولها:
ألم تَرَ أن جيرتنا استقلوا ... فنيتنا ونيتهم فريق5
وقد ولع بعض العلماء في وضع تواريخ للشعراء المتقدمين ولغيرهم، تحدد سني ميلادهم وسني وفاتهم، وسني الحوادث التي وقعت في أيامهم والمذكورة في أشعارهم. وهو ولع لا يستند على أسس علمية. لأن أغلب الروايات الواردة عن هؤلاء الشعراء هي غير ثابتة، وقد تتناقض أحيانا، وقد يثبت بطلانها بعد نقدها نقدا علميًّا، ثم إن فيها ما هو موضوع مصنوع ظاهر الصنعة، بيّن التكلف، ولهذا فأنا أحاول جهد إمكاني تجنيب نفسي من توريطها في وضع أرقام تمثل