وعدتها ما بين ثلاث وعشرين إلى ثلاثين بيتا، حسب اختلاف الروايات1.
و"البرج بن الجلاء بن الطائي" من شعراء طيء، وكان خليلا للحصين بن الحمام ونديمه على الشراب. ذكر أنه وقع على أخت له وهو سكران فافتضها فلما أفاق ندم واستكتم ذلك قومه، ثم إنه وقع بينه وبين الحصين فعيّره بذلك في أبيات، وجرت بينهما الحرب، فأسره "الحصين" ثم منّ عليه لتقدم صداقته، فلحق ببلاد الروم، وقيل بل شرب الخمر صرفا حتى قتلته2.
ومن شعراء "طيء" في الجاهلية: "عمرو بن عمّار" الطائي، وكان شاعرا خطيبا، فبلغ النعمان حسن حديثه فحمله على منادمته، وكان النعمان أحمر العينين والجلد والشعر، شديد العربدة، قتالا للندماء، فنهاه "أبو قردودة" عن منادمته، لكنه لم ينته، فغضب عليه النعمان وقتله، فرثاه "أبو قردودة" بقوله:
إني نهيت ابن عمار وقلت له ... لا تأمنن أحمر العينين والشعره
إن الملوك متى تنزل بساحتهم ... تطر بنارك من نيرانهم شرره
يا جفنة كإزاء الحوض قد هدمت ... ومنطقا مثل وشي اليمنة الحبره3
وأبو "قردودة" الطائي، شاعر، رأى "سعد القرقرة" أكل عند النعمان مسلوخا بعظامه، فقال:
بين النعام وبين الكلب منبته ... وفي الذئاب له ظئر وأخوال4
وله قصيدة أولها:
كبيشة عرسي تريد الطلاقا ... وتسألني بعد وهن فراقا5
و"دريد بن الصمة" من سادات "جشم"، ويكنى "أبا قرة"، وهو أحد الفرسان الشجعان المشهورين، وذوي الرأي في الجاهلية، وشهد معركة "حنين"