فألفاهما على حالهما، فأمر بالمنخل فقتل، فضربت به العرب المثل، فقال أوس بن حجر:

فجئت ربيعي موليا لا أزيده ... عليه بها حتى يئوب المنخل1

وقد أشار ذو الرمة إلى المنخل بقوله:

تقارب حتى يطمع النأي في الهوى ... وليست بأدنى من إياب المنخل2

وقد ورد اسمه على هذه الصورة في "تاج العروس": "والمنخل بن خليل اليشكري، كمعظم: شاعر. ومنه لا أفعله حتى يئوب المنخل. مثل للتأبيد، يضرب في الغائب الذي لا يرجى إيابه، كما يقال: حتى يئوب القارظ العنزي، واسمه عامر بن رهم بن هميم. وقال الأصمعي: المنخل رجل أرسل في حاجة، فلم يرجع، فصار مثلا في كل ما لا يرجى"3.

وقد اشتهر بقصيدته:

ولقد دخلت على الفتاة ... الخدر في اليوم المطير

الكاعب الحسناء تر ... فل في الدمقس وفي الحرير

فدفعتها فتدافعت ... مشي القطاة إلى الغدير

وعطفتها فتعطفت ... كتعطف الظبي الغرير

فترت وقالت يا منخـ ... ـل ما بجسمك من فتور4

ومن المعمرين "معدي كرب" الحميري من آل "ذي رعين"، رووا له شعرا منه:

أراني كلما أفنيت يوما ... أتاني بعده يوم جديد

يعود بياضه في كل فجر ... ويأبى لي شبابي ما يعود5

طور بواسطة نورين ميديا © 2015