إذا تولى سراة القوم أمرهم ... نما على ذاك أمر القوم فازدادوا
أمارة الغي أن يُلقى الجميع لذي ... الإبرام للأمر والأذناب أكتاد
حان الرحيل إلى قوم وإن بعدوا ... فيهم صلاح لمرتاد وإرشاد
فسوف أجعل بُعد الأرض دونكم ... وإن دنت رحمٌ منكم وميلاد
إن النجاء إذا ما كنت ذا نفر ... من أجّة الغيّ إبعادٌ فإبعاد
فالخير تزداد منه ما لقيت به ... والشر يكفيك منه قلما زاد
وقد رويت بعض الأبيات بصور مختلفة. فلابن دريد قراءة، ولأبي بكر بن الأنباري قراءة. وقد نص "القالي" على القراءتين1 ومن أبياتها:
كيف الرشاد إذا ما كنت في نفرٍ ... لهم عن الرشد أغلال وأقياد
أعطوا غواتهم جهلًا مقادتهم ... فكلهم في حبال الغي منقاد2
وله قصيدة تعد من جيد شعره، أولها:
إن ترى رأسي فيه نزعٌ ... وشواي خلّة فيها دُوار
إنما نعمة قوم متعة ... وحياة المرء ثوب مستعار
ولياليه إلالٌ للقوى ... ومدى قد تجتليها وشفار
وصروف الدهر في إطباقه ... خلفةٌ فيها ارتفاع وانحدار
بينما الناس على عليائها ... إذ هَوَوا في هوة منها فغاروا
حَتَم الدهر علينا أنه ... ظلفٌ ما نال منا وجبار3
وهو القائل:
والمرءُ ما يُصلح له ليلةٌ ... بالسعد تُفْسُدُهُ ليالي النحوس
والخير لا يأتي ابتغاء به ... والشر لا يفنيه ضرح الشموس4