وقد قدم "ابن قتيبة" "دويد بن نهد" القضاعي على سائر الشعراء، وقال: "لم يكن لأوائل الشعراء إلا الأبيات القليلة يقولها الرجل عند حدوث الحاجة. فمن قديم الشعر قول دويد بن نهد القضاعي:
اليوم يبنى لدويد بيته ... لو كان للدهر بلى أبليته
أو كان قرني واحدًا كفيته ... يا رب نهب صالح حويته
ورب عبل خشن لويته1
وقال بعد ذلك: وقال الآخر:
ألقي علي الدهر رجلًا ويدا ... والدهر ما أصلح يومًا أفسدا
يصلحه اليوم ويفسده غدا2
وهو رجز نسبه "ابن سلام" وغيره لدويد نفسه3.
وزعم أهل الأخبار أنه لما حضرته الوفاة، جمع آله، وقال يوصيهم: "أوصيكم بالناس شرًّا، لا ترحموا لهم عبرة، ولا تقيلوهم عثرة، قصّروا الأعنة وطوّلوا الأسنة، واطعنوا شزرًا، واضربوا هبرًا.." إلى آخر وصيته، ثم قال:
اليوم يبنى لدويد بيته ... يا رب نهب صالح حويته
ورب قرن بطل أرديته ... ورب غيل حسن لويته
ومعصم مخضب ثنيته ... لو كان للدهر بلى أبليته
أو كان قرني واحدا كفيته4