هل غادر الشعراء من متردم ... أم هل عرفت الدار بعد توهم
فقد سبق الشعراء "عنترة" في قول الشعر، وفي الإبداع والتفنن به، حتى لم يتركوا له شيئًا جديدًا ليقوله.
ونجد الشاعر "لبيدًا"، يشير في شعره إلى الشعراء الذين تقدموا عليه، ويقول عنهم إنهم سلكوا طريق مرقش ومهلهل، حيث يقول:
والشاعرون الناطقون أراهم ... سلكوا طريق مرقش ومهلهل1
ولقد تعرض "الفرزدق" في قصيد له إلى من تقدم عليه من الشعراء فقال:
وهب القصائدَ لي النوابغُ إذ مضوا ... وأبو يزيد وذو القروح وجرولُ
والفحل علقمةُ الذي كانت له ... حلل الملوك كلامه لا ينحل
وأخو بني قيسٍ وهن قَتَلْنَهُ ... ومهلهل الشعراء ذاك الأول
والأعشيان كلاهما ومرقش ... وأخو قضاعة قوله يتمثل
وأخو بني أسد عبيدٌ إذ مضى ... وأبو دُؤاد قوله يتنخل
وابنا أبي سُلْمى زهيرٌ وابنه ... وابن الفريعة حين جد المقول
والجعفريُّ وكان بشر قبله ... لي من قصائده الكتابُ المجمل
ولقد ورثتُ لآل أوسٍ منطقًا ... كالسّمّ خالط جانبيه الحنظل
والحارثي أخو الحماس ورثته ... صَدْعا كما صدع الصّفاة المعول2
فهؤلاء هم من أقدم الشعراء العرب الذين وصل خبرهم إلينا على وفق هذه الأخبار والروايات. وهم ونفر آخر من أمثالهم قد عاشوا في أيام لا نستطيع أن نبتعد بها عن الإسلام بأكثر من قرن أو قرن ونصف قرن. وقد عسر على الذاكرة حفظ شيء عن أخبارهم وأيامهم، فلم تذكر عنهم غير أسمائهم وغير شيء يسير جدًّا عنهم، وخلا أبيات، لا ندري أهي من نظمهم حقًّا، أم هي من نظم