فقال الهاتف:

هذا رسولُ الله ذو الخيرات ... جاء بياسين وحاميمات

محرمات ومحللات ... يأمرنا بالصوم والصلاة

فقال خريم: من أنت يرحمك الله؟ فقال: أنا مالك بن مالك، بعثني رسول الله على جن أهل نجد1.

وروى أهل الأخبار شعرًا لشاعر آخر من الجن اسمه "مالك بن مهلهل بن إياد" ويقال "دثار"، زعموا أنه أحد من أسلم من الجن، رووا له قصة مع رافع بن عمير التميمي المعروف بـ "دعموص الرمل"، لأنه كان أعرف الناس لطريق وأسراهم بليل، وأهجمهم على هول، وقعت له برمل عالج، لما قال: أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن أن أوذى أو أهاج. فهتف به هذا الجني الشاعر، وأمره أن يذهب إلى يثرب، ليسلم أمام الرسول2.

ومن ذلك ما روي من حديث عن قُسّ بن سَاعِدة، وما رواه صاحب الحديث من صوت هاتف يقول:

يا أيها الرَّاقدُ في الليل الأحم ... قد بعث الله نبيًّا في الحرم

من هاشم أهل الوقار والكرم ... يجلو دجنات الليالي البهم

ثم قول صاحب الحديث للهاتف:

يا أيها الهاتف في دجى الظُّلم ... أهلا وسهلا بك من طيف ألم

بين هداك الله في لحن الكلم ... من الذي تدعو إليه تغتنم

ثم جواب الهاتف عن سؤاله بقوله:

الحمد لله الذي ... لم يخلق الخلق عبثا

ولم يخلنا سدى ... من بعد عيسى واكثرث

أرسل فينا أحمدا ... خير نبي قد بعث

صلى عليه الله ما ... حج له ركب وحثّ3

طور بواسطة نورين ميديا © 2015