وله من الكتب: كتاب العرب وما قيل فيها من الشعر"1. واسمه خلف بن حيان، وعرف بأبي محرز، وكان مولى لأبي موسى الأشعري، وقيل مولى بني أمية، وأصله من خراسان2. وقيل مولى أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أعتقه وأعتق أبويه، وكانا فرغانيين3، وقد ذكر ابن قتيبة أن في شعر العلماء تكلف، وهو رديء الصنعة، ليس فيه شيء جاء عن إسماح وسهولة، كشعر الأصمعي، وشعر ابن المقفع، وشعر الخليل، خلا خلف الأحمر، فإنه كان أجودهم طبعًا وأكثرهم شعرًا4. وكان عالِمًا بالغريب والنحو والنسب والأخبار، شاعرًا كثير الشعر جيده، ولم يكن في نظرائه من أهل العلم أكثر شعرًا منه. وكان يقول الشعر وينحله المتقدمين، ويكثر قول الشعر في وصف الحيات، وأراجيزه في ذلك كثيرة5.
وقد ذكر عنه أنه كان يتلاعب بالشعر الجاهلي، فيزيد فيه وينقص. يروى أنه زاد البيت الأول والثالث من قصيدة زهير بن أبي سلمى "رقم4" في الديوان6. ونسب بعضهم إليه صنع المرثية التي رثى تأبَّطَ شَرًّا بها أقاربه7. وقد نسب بعض العلماء إليه صنع لأمية الشَّنْفَرى8، والمشهورة بلامية العرب التي أولها:
أقيموا بني أمي صدور مطيِّكم ... فإني إلى قومٍ سواكم لأميلُ
وروي عن الأصمعي قوله: سمعت خلفًا يقول: أنا وضعت على النابغة هذه القصيدة التي فيها:
خيلٌ صيامٌ وخيل غير صائمة ... تحت العجاج، وأخرى تعلك اللجما9