وهذا على رأي الأصمعي1، وقدم غيره قول عبدة:
فما كان قيسٌ هُلْكَهُ هلْكَ واحدٍ ... ولكنه بنيانُ قومٍ تهدَّما2
ومنهم من قدم شعر الخنساء3.
وقيل إن قول امرئ القيس في الماء، هو أحسن ما قيل فيه4. وإن وصف "أوس بن حجر" للسحاب، هو أحسن ما قيل فيه5، وإن أهجى بيت قالته العرب، قول الأعشى:
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم ... وجاراتكم غرثى يبتن خمائصًا6
وأن أمْدَحَ بيت قالته العرب قول زهير:
تراه إذا ما جئته متهللا ... كأنك معطيه الذي أنت سائلُه
وبيت النابغة:
بأنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب7
ولكنك لو أطلت النظر في كتب الأدب، تراها تختلف في هذا الاختيار وفي اسم الشاعر، وسبب ذلك اختلاف أمزجة العلماء، واختلاف وجهات نظرهم في نقد الشعر8.
وللعلماء كلام في أَوْصَفِ الشعراء للدِّرع، أو للفرس، أو للنجوم والكواكب، أو الدنيا إلى غير ذلك من أشياء9