وعرف "خداش بن بشر"، "خداش بن لبيد بن بيية"، "خداش بن بشر بن خالد بن بيبة" من بني مجاشع بالبعيث، لقوله:

تبعث مني ما تبعث بعدما ... أمرت حبالي كل مرتها شزارا1

وذكروا أن "الفند"، واسمه "شهل بن شيبان"، إنما سمي الفند، لأنه قال يوم "قضة": ما ترضون أن أكون لكم فندًا. وأن طفيلا الغنوي، إنما عرف بالمحبر، لتحسينه الشعر2، وأن علقمة بن عبدة، إنما لقب بالفحل، لأنه تزوج امرأة امرئ القيس، بعد أن حكمت له بتفوقه على زوجها في الشعر أو لأنه كان في قومه علقمة آخر عرف بـ"علقمة" الخصي، وأن "الأعشى" إنما عرف بصناجة العرب، لكثرة ما تغنت العرب بشعره 3، وأن عنترة إنما لقب بالفلحاء لفلحة كانت به4.

وأما الأغربة من الشعراء، فهم عنترة، وخفاف بن ندبة السلمي، وأبو عمير بن الحباب السلمي، وسُلَيك بن السُّلَكَة، وتأبَّط شرًّا، والشَّنْفَرى، وكلهم من الشعراء الجاهليين5.

إلى آخر ما ذكروه من تعليلات عن أسباب تلقيب الشعراء الجاهليين بألقابهم التي عرفوا بها، تجد بقيتها مدونة في كتب الأدب واللغة والأخبار6.

ولعلماء الشعر بعد، آراء في أحسن وأجود ما قيل من شعر في فن واحد من فنون الشعر، فقيل أرثى بيت قيل في الجاهلية، قول أوس بن حجر:

أيتها النفس أجملي جزعا ... إن الذي تحذرين قد وقعا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015