وروي أن "حسان" كان قد أنشده شعره:

لنا الجفناتُ الغرُّ يلمعن بالضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما

ولدنا بني العنقاء وابني محرق ... فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ابنما

فقال له "النابغة" أنت شاعر، ولكنك أقللت جفناتك وسيوفك، وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك1.

وهو خبر مصنوع، شك فيه العلماء، "قال أبو على: هذا خبر مجهول لا أصل له"2. وقد روي عن الآمدي قوله: "أجمعت العرب على فضل النابغة الذبياني، وسألته أن يضرب قبة بعكاظ، فيقضي بين الناس في أشعارهم لبصره بمعاني الشعر، فضرب القبَّة وأتته وفود الشعراء من كل أوب". ثم ذكر القصة، وروي أن الذي فنَّد حسانًا وعاب عليه بيته، هو الخنساء3. والقصة مطعون فيها. "حكى ابن جني عن أبي على الفارسي، أنه طعن في صحة هذه الحكاية"4. فالقصة موضوعة، وما هذا القصص المروي عن "عكاظ"، إلا من روايات أهل الأخبار، وضعوه مع قصصهم الموضوع عن اختيار قريش للغة، وتخيرها أحسن الألفاظ، وتحكيمها في الشعر.

وذكر أن "عمرَو بن كلثوم" كان ممن حضر سوق عكاظ، وقد أنشد فيها قصيدته الشهيرة:

إلا هبي بصحنك فاصبحينا ... ولا تبقي خمور الأندرينا

وهي معلقته الشهيرة، وهي قصيدة طويلة، ذهب الكثير منها، قيل إنها كانت تزيد على ألف بيت. وقد ذكر أن الرسول سمع الشاعر ينشد قصيدته هذه بسوق عكاظ5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015