سُوقُ عُكَاظٍ:

ومن مرويات أهل الأخبار، أن الشعراء الجاهليين كانوا يفدون إلى عكاظ، "فيتعاكظون، أي يتفاخرون ويتناشدون ما أحدثوا من الشعر، ثم يتفرقون"1. وذكر أن "النابغة" الذبياني، كان ممن يأتيها، فتضرب له قبة حمراء من أدم، تأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها، وكان ممن تحاكم إليه، الأعشى، وأبو بصير، فأنشده ثم أنشده حسان بن ثابت ثم الشعراء ثم جاءت الخنساء "فأنشدته، فقال لها "النابغة": والله لولا أن أبا بصير أنشدني آنفًا لقلت إنك أشعر الجن والإنس. فقال حسان: والله لأنَا أشعر منك ومن أبيك ومن جدك. فقبض النابغة على يده، ثم قال: يابن أخي، إنك لا تحسن أن تقول مثل قولي:

فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

ثم قال للخنساء: أنشديه، فأنشدته، فقال: والله ما رأيت ذات مثانة أشعر منك، فقالت له الخنساء: والله ولا ذا خصيين"2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015