وعاش في الإسلام حتى أدرك أيام معاوية1. وقد عرف بخطبته "الشوهاء"، قيل لها ذلك لحسنها. وذلك أنه خطبها عند معاوية فلم ينشد شاعر ولم يخطب خطيب2. "وكان إذا خطب لم يعد حرفًا ولم يتلعثم، ولم يتوقف، ولم يتفكر بل كان يسيل سيلًا"3. وقد ورد أنه توفي سنة "54هـ"4.

ذكر أنه دخل على معاوية وعنده خطباء القبائل، فلما رأوه خرجوا، لعلمهم بقصورهم عنه، فقال:

لقد علم الحي اليمانون أنني ... إذا قلت أما بعد أني خطيبها

فقال له معاوية: أخطب، فطلب عصًا، فلما أحضرت له خطب جملة ساعات، فقال معاوية: أنتَ أخطب العرب، قال: أو العرب وحدها، بل أخطبُ الجن والإنس5.

وقد اشتهرت إياد وتميم بالخطابة وبشدة عارضة خطبائها وبقوة بيانهم6. وقد ذكر أن معاوية ذكر تميمًا، فقال: "لقد أوتيت تميم الحكمة، مع رقة حواشي الكلم"7. وهناك قبائل أخرى أخرجت خطباء مشهورين، نسبت إليهم خطب بليغة. وقد يكون من الأعمال المفيدة النافعة، وضع دراسة خاصة بعدد الخطباء الذين نبغوا في القبائل، وبدراسة خطبهم، وبمساكن أولئك الخطباء ومهاجر قبائلهم، فإن دراسة علمية مثل هذه تعيننا كثيرًا على الوقوف على تطور هذه اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم، والقبائل التي تكلمت بها سليقة وطبعًا.

وذكر "الجاحظ" أن شأن "عبد القيس" عجب "وذلك أنهم بعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015