وذكر أهل الأخبار اسم "زهير بن جناب بن هبل" في ضمن المشهورين في البيان والفصاحة والمنطق عند الجاهليين، ويذكرون أنه كان على عهد "كليب بن وائل"، وأنه كان لسداد رأيه كاهنًا، ولم تجتمع قضاعة إلا عليه وعلى "رزاح بن ربيعة"، وقالوا إنه: "كان سيد قومه وشريفهم، وخطيبهم، وشاعرهم، وأوفدهم إلى الملوك، وطبيبهم، وحازي قومه، وفارس قومه، وله البيت فيهم والعدد منهم"1. وقد ذكروا له وصية أوصى بها بنيه، وأبيات شعر، زعموا أنه نظمها.

وذكروا أيضًا "مرثد الخير بن ينكف بن نوف بن معد يكرب بن مضحى"، زعموا أنه كان قيلًا حدبًا على عشيرته، محبًّا لصلاحهم. وكان من أفصح الفصحاء وأخطب الخطباء، وزعموا أيضًا أنه أصلح بين القيلين: "سبيع بن الحرث" و"ميثم بن مثوب بن ذي رعين"، وأوردوا ما دار بينهم من نقاش وحوار2 ضبطوه وسجلوه، حتى لكأن كاتب ضبط كان حاضرًا بينهم كُلِّفَ تسجيلَ محضر ذلك الحديث.

وعدّ "الحارث بن كعب المذحجي" من هذه الطبقة البليغة التي اشتهرت بسحر البيان. وقد زعم أهل الأخبار أنه كان على دين "شعيب" النبيّ، وهو دين لم يكن قد دخل فيه غيره وغير "أسد بن خزيمة" و"تميم بن مرّ".

وقد ذكروا له وصيّة لأبنائه، أوصاهم بها حين شعر بدنو أجله، بعد أن عاش على زعمهم ستين ومئة سنة3.

ولم يذكر أهل الأخبار شيئًا عن هذا الدين، دين شعيب. وليس في الوصية المنسوبة إليه ما يميزه عن غيره من الخطباء، مثل قس بن ساعدة الإيادي أو غيره من المتألهين الرافضين لعبادة الأوثان.

وعدّ علماء الأخبار كعب بن لؤي في جملة الخطباء القدماء، وذكروا أنه كان يخطب على العرب عامة، ويحض كنانة على البر. وكان رجلًا طيبًا خيرًا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015