بر أبي وقاص" المذكور في تأريخ "ميخائيل السوري" "المتوفي سنة 1169 للميلاد" البطريق "البطريارك يوحنا" بطريق اليعاقبة، ترجمة "الإنجيل" من السريانية إلى العربية ثم ما جاء من وقوع خلاف بين "عمرو" وبين "البطريارك" بشأن الترجمة، ثم من استعانة "البطريارك" بعد ذلك برجال من "تنوخ"، و"عاقولا"، و"طيء"، كانوا يتقنون العربية والسريانية للقيام بالترجمة.
ولترجمة التوراة، مع رجل يهودي، فإنه خبر غير مؤكد، وقد شك فيه بعض الباحثين، وربما وضع للطعن في "البطريارك"، وضعه خصومه عليه1.
ولم تأت جهود "بومشتارك" وتلامذته بنتائج مؤكدة مقبولة عن إثبات وجود كتب للصلاة بالعربية، ترجمت من السريانية إليها قبل الإسلام2. ومن المحتمل أن رجال الدين كانوا يعظون نصارى العرب في الجاهلية بالعربية، أما نصوص الصلاة، فكانوا يلقونها بالسريانية. وربما كان الحال على هذا المنوال بالنسبة إلى رجال الدين المتنقلين مع الأعراب، فقد كانوا يتنقلون معهم، يعلمونهم ويرشدونهم بالعربية، ولكنهم لم يكونوا قد ترجموا كتب الصلوات ترجمة مدونة بلغتهم. وقد ورد أن رجال الدين كانوا يحملون "الدفة" معهم، حيث تحل القبائل، لترتيل الصلوات على المذابح المتنقلة، فعل ذلك رجال الدين مع "بني ثعلب" وقبائل من اليمن وغيرها3. وينطبق ما أقوله على العرب الجنوبيين أيضًا، فلم يعثر حتى الآن على دليل يثبت وجود ترجمات بعربيات جنوبية للتوراة أو الإنجيل أو الكتب الدينية الأخرى. ولكن هناك أخبارًا يذكرها أهل الأخبار تشير إلى وجود مثل هذه الترجمات، غير أننا لا نتمكن من التسليم بها، لما فيها من عناصر تدعو إلى الشك في أمرها وعدم إمكان الأخذ بها في الوقت الحاضر.