بالصحف التي دوّن بها "عبد الله" حديث الرسول، ولا أدري إذا كان ما روي عنه في المساند، مثل مسند "أحمد بن حنبل" قد نقل من تلك الصحيفة نقلًا أم رواية1.
وهناك روايات تذكر أن "همام بن منبه"، أخذ عن "أبي هريرة"، حديث رسول الله، وكتب ما أخذه في صحيفة عرفت بـ"الصحيفة الصحيحة" في مقابل "الصحيفة الصادقة" المنسوبة لعبد الله بن العاص، ونجد نقولًا منها في البخاري، وفي مسند "أحمد بن حنبل"2. وقد نشرت هذه الصحيفة في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق3. وهذه الصحيفة، إن صح أنها من وضع "همام بن منبه" وأنها أصيلة، ذات أهمية كبيرة بالطبع؛ لأنها أقدم صحيفة نعرفها في الحديث بعد صحيفة "عبد الله بن عمرو بن العاص"، وإن كانت دونها في المنزلة؛ لأنها أخذت عن لسان "أبي هريرة"، وأخذ "عبد الله" حديثه من فم الرسول، ومن الجائز أن يكون حديث أبي هريرة بلسانه، أما حديث "عبد الله"، فربما كان بلسانه أيضًا، غير أنه كان ينقله من فم الرسول فيحفظه ثم يدونه، فهو أقرب إلى الصحة من صحيفة "همام". وربما كان "عبد الله"، قد دوّن حديثه بحضرة الرسول، فإن هذا الموضوع، لا زال مجهولًا، لم يبحث بحثًا علميًّا صحيحًا، وهو ينتظر من الباحثين من يقوم بالبحث عنه.
ويظهر من أحاديث تنسب إلى الرسول مثل حديث: "لا تكتبوا عني شيئًا سوى القرآن، فمن كتب عني غير القرآن فليمحه" 4، ومن أخبار تنسب إلى "أبي بكر" و"عمر" في النهي عن كتابة الحديث، مثل ما نسبوا إلى "عمر" من أنه كتب إلى الأمصار من كان عنده شيء من الحديث فليمحه، ومن أنه أنشد الناس أن يأتوه بصحف الحديث، فلما أتوه بها أمر بتخريقها، ثم قال: