لا نستبعد أن يكون قد خلط بين القصص النصراني وبين الأساطير العربية. فقد كان نصرانيًّا، يسمع أقوال وعاظ الكنائس، فتعلم منهم، وطبق ما تعلمه في الإسلام.

وذكروا أن "الأسود بن سريع بن حمير "خمير" بن عبادة بن النزال" التميمي السعدي، كان قاصًّا، وكان شاعرًا مشهورًا، وهو من الصحابة، وكان أول من قص في مسجد البصرة. قيل: إنه مات سنة اثنتين وأربعين1. ولعله كان من النصارى كذلك.

ويجب أن نشير إلى قاص آخر هو "عبيد بن شرية الجرهمي"، وإن كان من المتأخرين. فقد كان في أيام "معاوية"، وقد كان من الملازمين له.

وكان الخليفة يحنّ إليه، ويتلذذ بسماع قصصه عن الأخبار المتقدمة وملوك العرب والعجم وسبب تبلبل الألسنة، وأمر افتراق الناس في البلاد. وهو شخص لا نعرف من أمره شيئًا يذكر. وذكر "ابن النديم" أنه عاش إلى أيام "عبد الملك بن مروان"، وأن معاوية أمر غلمانه بتدوين ما كان يقصه وينسب إليه وله من الكتب: كتاب الأمثال، وكتاب الملوك وأخبار الماضين2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015