الله كتاب استنسخته لنزداد به علمًا إلى علمنا. فغضب رسول الله حتى احمرّت وجنتاه". وورد أيضًا أن رجلًا من "بني عبد القيس" سكه بالسوس، كان قد نسخ "كتاب دانيال"، وكان يقرأه ويفسره للناس، وذلك في أيام عمر، فنهاه عن ذلك، وشدد عليه في وجوب محو ما كتبه1. وورد أن "عمر" كتب إلى عامله "أبي موسى الأشعري" كتابًا نسخته: "اغسلوا دانيال بسدر وماء الريحان"2.
وورد أن "عمر بن الخطاب"، قال للنبي: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فنهى الرسول عن ذلك3.
ويرد اسم "كتاب دانيال" في خبر آخر، فقد ورد عن "عمرو بن ميمون الأودي"، أنه كان جالسًا مع قوم، فجاء رجل ومعه كتاب، فقالوا له: ما هذا الكتاب: قال: كتاب دانيال4.
ولم يرد اسم "دانيال" في القرآن ولا في الحديث، ولكنه معروف جدًّا عند المسلمين، بأنه نبي، وله قصص في أخبار الرسل والأنبياء5. وقد وصلتهم قصصه ممن أسلم من يهود ومن اليهود الذين عاشوا بين الجاهليين وبين المسلمين. حيث اكتسبت رؤيا "دانيال" وتنبوءاته وتفسيره لحلم "نبوخذ نصر" شهرة خاصة عند يهود، وانتقلت منهم إلى المسلمين. ويعد "دانيال" أحد الأنبياء الأربعة الكبار، وتولى مناصب عالية عند البابليين والميديين "الماديين"، وقد اشتهر بتعبير الرؤيا وبالتنبؤ عن المستقبل6. والظاهر أن شهرته هذه عند أهل الكتاب، أكسبته منزلة خاصة عند المسلمين.
وورد أن "ابن قرة" جاء بكتاب من بلاد الشأم إلى "عبد الله بن مسعود"، وكان قد أعجب به، فأمر "عبد الله بن مسعود" بطست فيه ماء، محا به أثر الكتابة7.