و"السفسير" الكتاب، "السفاسره" أصحاب الأسفار، وهي الكتب: وبه فسر قول "أبي طالب" عم النبي:

فإني والسوابح كل يوم ... وما تتلو السفاسرة الشهود1

وقد وردت في القرآن الكريم لفظة "السجل"2، وذهب بعض المفسرين إلى أنها بمعنى الصحيفة والكتاب3. وذهب بعض آخر إلى أنها حجر يكتب فيه، أو كل ما يكتب فيه4. ولكنهم لم يذكروا شكل السجل وهيئته. وقد جعلها بعض العلماء من الألفاظ المعربة. ورجع السيوطي أصلها إلى الحبشية، فقال: إنها عندهم بمعنى الرجل5. وذهب بعض آخر إلى أنها من أصل فارسي6. ولا تزال اللفظة حية مستعملة في الدوائر، وتطلق على الأضابير والأوراق المحفوظة بين دفتين في دوائر الحكومات والشركات والأعمال الأخرى، كما تؤدي لفظة "مسجل" و"يسجل" معنى مكتوب ويكتب. فلفظة سجَّل إذن بمعنى كتب ودوّن. واللفظة من الألفاظ المعربة عن اللاتينية، محرفة من SigiIIum بمعنى ختم، أي: ختم العقود والوثائق وأمثال ذلك7. ولا علاقة لها بالحبشية أو الفارسية. وقد تعني عند العرب كتاب العهد8. وذكر بعضهم أن "السجيل"، اسم كاتب للنبي9.

وروي أن السجل: الكتاب يكتب للرسول أو المخبّر أو الرحّال أو غيرهم بإطلاق نفقته حيث بلغ, فيقيمها له كل عامل يجتاز به. والسجل أيضًا المحضر يعقده القاضي بفصل القضاء10. وهذه المعاني، هي من المعاني المتأخرة التي عرفت وشاعت في الإسلام. والظاهر أن أهل مكة لم يكونوا على علم تام بمعنى اللفظة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015