صاحب دراسة اليهود، كما ذكروا أن الآية: {وَلِيَقُولُوا دَرَسْت} في قراءة ابن كثير وأبي عمرو، معناها "قرأت على اليهود وقرءوا عليك"، وتعني دارس النبي اليهود. وقيل: دارست ذاكرتهم1. و"المِدرْاس"، من "مدراش" في العبرانية، وتعني المدارسة بالمعنى العام. وخصصت بالشروح والتفاسير التي وضعها الأحبار على الأسفار2. وتؤدي لفظة "درس" و"درش" الدراسة العميقة للفهم والتعلم، فهي أعمق غورًا من معنى قرأ. وقد كان العبرانيون يعبرون بها عن دراسة الشريعة والتوراة.
وقد كان "عمرو" من "بني ماسكة"، وهو المعروف بـ"أبي الشعثاء" قد رأس اليهود التي تلي بيت الدراسة للتوراة. وكان ذا قدر فيهم3.
وقد أشار علماء اللغة إلى كتب كانت عند الجاهليين ذكروا أنها عرفت عندهم بالرواسيم جمع روسم4، ولم يذكروا محتوياتها ومضامينها. و"الراشوم" في السريانية لوح منقوش تختم به البيادر من "رشمو" Rouchmo بمعنى العلامة. والآلة "رشمه" Rshme كما أن "رشم" Rshme معناها رسم، ومنها الراسم والمرسوم المستعملتان في النصرانية في رسم الأسقف5. ولا أستبعد أن يكون مراد تلك الكتب كتبًا دينية مستعملة عند النصارى الجاهليين.
وعرفت لفظة "الوضائع" عند الجاهليين، فذكر علماء اللغة أن الوضيعة كتاب فيه الحكمة. وقد ورد في الحديث: إنه نبي وإن اسمه وصورته في الوضائع6.
وقد ذكر علماء اللغة أن "السفر" الكتاب الذي يسفر عن الحقائق. وقيل الكتاب الكبير، والجزء من أجزاء التوراة. وأما "السَّفَرة" فبمعنى الكتبة، وسفر الكتب كتبها. وقد ذكر علماء اللغة أن السِّفر، يقابلها "سافرا" بالنبطية7.