"الوصر" الصك الذي تكتب فيه السجلات. والأصل أصر، سمي به لأن الأصر العهد, ويُسمى كتاب الشروط كتاب العهد والوثائق، ويطلق غالبًا على كتاب الشراء. قال عدي بن زيد:

فأيكم لم ينله عرف نائله ... دثرًا سوامًا وفي الأرياف أوصارًا1

أما إذا كانت الصحيفة صحيفة جوائز، كان يعطي الملك جوائز لأصحابه وأتباعه، قيل للصحف التي يدون قدر الجائزة أو نوعها عليها القطوط والمفرد: القط. وقد ذكرها الأعشى في شعره:

ولا الملك النعمان يوم لقيته ... بإمته يعطي القطوط ويأفق2

وورد ذكرها في شعر المتلمس، إذ قال:

وألقيتها بالثنى من جنب كافر ... كذلك ألقى كل قط مضلل3

وقد عرفت "القذ" أنها الصك بالجائزة، وهي الصحيفة للإنسان بصلة يوصل بها. وقيل القط: الصحيفة المكتوبة وكتاب المحاسبة. قيل: سميت قطوط؛ لأنها كانت تخرج مكتوبة في رقاع وصكاك مقطوعة4.

وقد كانت الحاجة تدفع الكتّاب إلى تدوين ما يريدون تقييده وكتابته على ملابسهم وعلى راحة أيديهم، بل على نعالهم أحيانًا. روي عن "سعيد بن جبير" أنه قال: "كان ابن عباس يملي علي في الصحيفة حتى أملأها وأكتب في نعلي حتى أملأها"5. وقد كانوا يكتبون على الهودج أو على أي شيء يجدونه أمامهم، مثل الرحل، لندرة الورق عندهم ولحاجتهم إلى تسجيل ما يسمعونه، أو إبلاغ قومهم بسر أو برسالة، فيغافل المرسل من يعرف أنه قاصد الجهة التي يريدها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015