ويظهر من الشعر المنسوب للحارث بن حلزة اليشكري، أن أصل المهارق من الفرس ولهذا عبر عنها بقوله: "كمهارق الفرس". ولعله قصد كتبًا وصحفًا دينية من ديانتهم المجوسية. وقد وردت اللفظة في شعر ينسب للأعشى1 وفي شعر آخر ينسب للحارث بن حلزة اليشكري المذكور2.

قال "الجاحظ": "والمهارق، ليس يراد بها الصحف والكتب، ولا يقال للكتب مهارق حتى تكون كتب دين، أو كتب عهود، وميثاق وأمان" وقال قبل ذلك: "لولا الخطوطُ لبطلت العهود والشروط والسجلات والصُّكاك، وكل إقطاع، وكل إنفاق، وكل أمان، وكل عهد وعقد، وكل حوار وحلف، ولتعظيم ذلك، والثقة به والاستناد إليه، كانوا يدعون في الجاهلية من يكتب لهم ذكر الحلف والهدنة، تعظيمًا للأمر وتبعيدًا من النسيان، ولذلك قال الحارث بن حلزة، في شأن بكر وتغلب:

واذكروا حلف ذي المجاز وما ... قدّم فيه، العهود والكفلاء

حذر الجور والتعدي وهل ... ينقض ما في المهارق الأهواء3

وقد أشار "الحارث بن حلزة" اليشكري إلى "مهارق الفرس"، وذلك في قوله:

لمن الديار عفون بالحبس ... آياتها كمهارق الفرس4

ونوع آخر من "المهارق" عمل من الكرابيس، أي: من الثياب المصنوعة من الكرباس وهو القطن الأبيض، وذلك بسقي الكرباس، بصمغ أو بإطلائه بشيء آخر يسد المسامات، ثم يصقله بالخرز5. فهو إذن من النوع الجيد الغالي بالنسبة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015