ذلك بالمدينة من أهل هذه الألسن، وكان يكتب إلى الملوك ويجيب بحضرة النبي ويترجم له1 وقيل: إنه كان من أعلم الصحابة بالفرائض2. وكان هو الذي تولى قسم غنائم اليرموك. وتولى جمع القرآن في أيام أبي بكر، بتكليف من الخليفة. وذكر أنه كان "رأسًا بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض"3. وقد عرض زيد القرآن على رسول الله، "وكان آخر عرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم_ القرآن على مصحفه، وهو أقرب المصاحف إلى مصحفنا"4.
وكان حين قدم رسول الله المدينة ابن إحدى عشرة سنة. وكان يوم "بعاث" ابن ست سنين وفيه قتل أبوه. ويظهر أنه كان قد تعلم الكتابة وهو صغير. ذكر أنه أتي بزيد النبي مقدمه المدينة، فقيل: هذا من بني النجار وقد قرأ سبع عشرة سورة، فقرأ عليه فأعجبه ذلك فقال: تعلم كتاب يهود، فإني ما آمنهم على كتابي. فتعلمها، وتولى الكتابة بالعبرانية أو السيريانية بين الرسول واليهود، فضلًا عن كتابة رسائله وما ينزل عليه من الوحي حين يكون عنده. لذلك عدّ من البارزين في قراءة القرآن. وبرز في القضاء والفتوى والفرائض، وعدّ من أصحاب الفتوى، وهم ستة: عمر وعليّ وابن مسعود وأُبي وأبو موسى، وزيد بن ثابت. وهو الذي جمع القرآن5.
وهو الذي جمع القرآن في عهد "أبي بكر"، وقد اختلف في سنة وفاته، فقيل مات سنة اثنتين أو ثلاث أو
خمس وأربعين، وقيل سنة إحدى أو اثنتين، أو خمس وخمسين. وفي خمس وأربعين قول الأكثر. وذكر أن حسان رثاه بقوله: