أريد التعبير عن تقديم البناء إلى إله أو جماعة، كأن يسمى باسم الإله ويحبس عليه، فيعبر عن ذلك بلفظة "قتدم" أي: قدم بهذا المعنى المفهوم منها في عربيتنا، وبمعنى أهدى1. وأما الفعل فهو "بنى"، وذلك كما في هذه الجملة: "عسى وبنى"2، أي: "تملك وبنى". و"هبنى"، وذلك كما في هذه الجملة: "هبنا عقبتهن قلت"3، أي: "بنى قلعة قلت". ويراد بـ"عقبت" "عقبة" القلعة. وللفظة علاقة بكلمة "عقبة" التي نستعملها نحن بمعنى صعوبة وعائق، ونجمعها على "عقبات".

واستعمل اللحيانيون لفظة "حفر" بالمعنى المفهوم من اللفظة في عربيتنا. استعملت لكل أنواع الحفر: حفر الأسس أو الآبار أو العيون، أو الحفر على الأحجار والخشب، لغرض النقش والزخرفة، أو لأي هدف آخر4.

ويشق المعماريون أسسًا في الأرض للأبنية الفخمة، كالبيوت المؤلفة من طبقات عدة كالمعابد، لتحمل الأرض ثقل البناء. ويختلف عمق الأساس وعرضه باختلاف سمك الجدار وثقل البناء، ويحفر العمال الأرض بالقدر الذي يعينه البناء، حتى إذا ما بلغوا العمق المقرر، وضعوا المواد اللازمة كالحجارة أو الكلس المخلوط بمواد أخرى، ثم يترك الأساس مدة حتى يجف ويستقر، ثم يقام عليه الجدار. ويقال لهذا الأساس في العربيات الجنوبية: "موثر"، وهي بمعنى "الأس" والأساس والأسس في عربية القرآن الكريم5.

وقد ورد في كتب اللغة، "والوثير": الفراش الواطئ، وكذلك الوثر كل شيء جلست عليه أو نمت عليه فوجدته وطيئًا، فهو وثير6.

وتؤدي لفظة "مبحر" معنى: "أساس" وسناد. فـ"مبحر" كل بناء هو أساسه وسناده في لغة السبئيين7.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015