الباحثة "جاكلين بيرين" "Jacqueline Pirenne"، أن الحضارة العربية الجنوبية إنما برزت وظهرت في القرن الخامس قبل الميلاد، برزت بتأثير الحضارة اليونانية –الفارسية عليها. وقد زعمت أن القلم العربي الجنوبي أخذ من القلم اليوناني في ابتداء القرن الخامس قبل الميلاد، وأن عناصر الحضارة العربية الجنوبية، وخاصة الفن منها مثل النحت والعمارة، قد غرفت من مناهل يونانية - فارسية. أما ما قبل هذا الوقت، فلم يكن لشعوب الشرق الأدنى أي أثر حضاري أو ثقافي على أهل العربية الجنوبية1.
وقد درست باحثة أخرى موضوع الفن العربي الجنوبي، هي "برتا سيكال" "رضي الله عنهerta segal". ذهب اجتهادها بها إلى أن هنالك مؤثرات حضارية خارجية أثرت على الحضارة العربية الجنوبية، وأرجعت هذه المؤثرات إلى أثر يوناني هيلليني، وأثر سوري حثي وأثر فينيقي وإلى عناصر حضارية أخرى. وذكرت أن هذه المؤثرات أثرت على الحضارة العربية الجنوبية، وتولد من هذا المزيج الأجنبي والعربي حضارة العرب الجنوبيين2.
لقد تبين من دراسة الفخار الذي عثر عليه في العربية الجنوبية أنه من صنع محلي ومن تصميم محلي أيضا. وقد تبين أيضًا أنه لا يخلو مع ذلك من المؤثرات الأجنبية التي أثرت عليه، ولا سيما على المظهر الخارجي للفخار في مثل الزخرفة والشكل. فقد أثر الفخار العراقي والسوري على الفخار العربي الجنوبي، ويظهر من الفخار الذي عثر عليه في "هجر بن حميد"، أنه قد تأثر بمؤثرات شمالية سورية وعراقية3.
وتقدمت معارفنا بعض التقدم بالنسبة للفن المعماري عند العرب الجنوبيين. وتوجد