وتقاس الأرض بالجريب أيضا, قال علماء اللغة: الجريب من الأرض: مقدار معلوم الذراع والمساحة، وهو عشرة أقفزة، كل قفيز منها عشرة أعشراء، فالعشير جزء من مائة جزء من الجريب, وقيل: الجريب: المزرعة، وقدر ما يزرع فيه من الأرض. وقد استعمل للطعام ولتقدير غلة الأرض، أي: وحدة قياس للأرضين، ومكيلة في آن واحد1. وقال بعض العلماء: إنه يختلف باختلاف البلدان2.

ومن وحدات القياس في اليمن: "أم ب" "أمت", وقد ذكرت هذه الوحدة في نصوص المسند, وتقاس بها الأبعاد طولًا وعرضًا3. وذكر علماء اللغة أن "الأمت" الحزر والتقدير، يقال: كم أمت ما بينك وبين الكوفة؟، أي: قدر، وأمت القوم أمتًا: إذا حزرتهم4. فللمعنى إذن صلة بالمعنى المفهوم من اللفظة في لغة المسند.

والشوحط من وحدات قياس الأبعاد كذلك, فورد: "سدثي شو حطم"، أي: ستون شوحطًا, وقد ذكر هذا المقياس في كتابات المعينيين5. ولعله قصبة أو خشبة، حدد طولها، واعتبرت كالمتر و"الياردة" وحدة أساسية لقياس الأبعاد. و"الشوحط" في كتب اللغة: ضرب من شجر الجبال تتخذ منه القسي، أو ضرب من النبع تتخذ منه القياس6. فلا يستبعد وجود صلة بين الشوحط اليماني وهذا الشوحط، وهو اتخاذ قضب الشوحط مقياسًا معينًا محددًا؛ لقياس الأبعاد.

وترد في بعض كتابات المسند لفظة "ممد" مع العدد، كأنها استعملت للتعبير عن قياس. وقد ذهب بعض الباحثين إلى أنها لا تعبر عن وحدة قياسية قائمة بذاتها، كما تعبر لفظة قدم أو ذراع، بل هي تعبر عن معنى عام، هو مسافة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015