في الفهلوية. وقد أشير إلى هذا المقياس الفارسي في بعض مؤلفات الكتبة اليونان مثل "هيرودوتس" و"كسينوفون" "Xenophon", وهو "Farsong" في الفارسية الحديثة, PRasakha في لغة بني إرم1.
وأما "الميل"، فمقياس روماني. وقد اختلف في طوله، فقيل: إنه ثلث الفرسخ، وقيل: إنه ثلاثة آلاف ذراع أو أربعة آلاف، وقيل: أربعة آلاف خطوة، كل خطوة ثلاثة أقدام, وقيل: إنه سدس الفرسخ, وهو من الألفاظ المعربة من أصل ""Miloin2. وذكر علماء اللغة أن الميل هو المنار يبنى للمسافر في أنشاز الأرض، وأنه أيضا الأعلام المبنية على الطرق لهداية الناس3.
وقد استخدم الجاهليون مصطلحات خاصة في تقدير المسافات والأبعاد، ولا سيما في الأسفار. فاستعملوا مصطلح "مسيرة ساعة" ومسيرة ليلة ومسيرة نهار ومسيرة قافلة وأمثال ذلك, وقصدوا بذلك معدل ما يقطعه الإنسان والقافلة في المدد المذكورة. واستعملوا "البريد" في تقدير الأبعاد والمسافات، و"البريد": فرسخان، كل فرسخ ثلاثة أميال، والميل أربعة آلاف ذراع أو أربعة فراسخ، وهو اثنا عشر ميلًا. وفي الحديث: "لا تقصر الصلاة في أقل من أربعة برد" وهي ستة عشر فرسخًا, وفي كتب الفقه: السفر الذي يجوز فيه القصر أربعة برد، وهي ثمانية وأربعون ميلًا بالأميال الهاشمية في طريق مكة4.
وقاس الجاهليون المساحات، مثل مساحات البيت أو الملك كالأرضين, بالذراع إن كانت غير كبيرة, أما إذا كانت كبيرة، فقد قيست بمقدار متوسط ما يحرثه "الفدان" في اليوم. وذكر علماء اللغة أن "الفدان" الثوران اللذان يقرنان فيحرث عليهما، وأن الفدان المزرعة5, والآلة، ومقدار محدود من الأرض اصطلح الناس على تحديد مقداره6.