ونوع القماش المصنوعة منه. ولبعضها قواطع تجزئ الخيمة إلى أقسام تكون شبه غرف يسكن فيها, ويستعمل بعضها مضارب يعقد فيها ديوان الرئيس، وبعضها معابد توضع فيها الأصنام والأشياء المقدسة التي تنتقل مع القبيلة، يحملها الكهنة معهم. وقد أشير إلى هذه الأصنام المتنقلة مع القبائل في الأخبار التي سجلها الآشوريون عن حروبهم مع الأعراب، كما كان العبرانيون يصنعون خيامًا واسعة تكون مقدسة لخدمة الرب. ومن الخيم الكبار "الفسطاط", ويطلق على الأبنية كذلك1.
والبساط: ما بسط. وقد اشتهرت أنواع خاصة من البسط بين الجاهليين, منها بسط عبقر؛ والبساط العبقري من الأبسطة الجيدة، ومن عادة العرب أنهم إذا استحسنوا شيئًا أو عجبوا من شدته ومضائه نسبوه إلى "عبقر". وعبقر عندهم أرض من أرض الجن, وورد "ثياب عبقرية" نسبة إلى عبقر, حتى قالوا: "ظلم عبقري" أي: شديد فاحش2. ومن أنواع البسط: "النخ", وهو بساط طوله أكثر من عرضه، وهو فارسي معرب، وجمعه: نخاخ3.
وللعرب طرق في هيئة لبسهم وفي كيفية وضعها على أبدانهم، ولا سيما أهل الحضر منهم, كما كانوا يكيفون لبسهم حسب المناسبات في مثل الغارات والحروب والسفر. ومن ضروب لبسهم ما يقال له: "الاضطباع"، ويقال له: "التأبط"، وهو أن يدخل الثوب من تحت يده اليمنى, فيلقيه على منكبه الأيسر4.
ومن ضروب اللبس: "التفضل" وهو التوشح: أن يخالف اللابس بين أطراف ثوبه على عاتقه, وأما "الفضلة" فالثياب التي تبتذل للنوم؛ لأنها فضلت عن ثياب الصرف5. وعرف التوشح: أن يتوشح بالثوب، ثم يخرج طرفه الذي ألقاه على عاتقه الأيسر من تحت يده اليمنى، ثم يعقد طرفيهما على صدره. وقيل: التوشح بالرداء مثل التأبط والاضطباع، وهو أن يدخل الثوب من تحت يده اليمنى فيلقيه على منكبه الأيسر، كما يفعل المحرم6.
وأما "الاشتمال"، فهو إدارة الإنسان الثوب على جسده كله حتى لا تخرج