الدباغة:

والدباغة حرفة الدَّبَّاغ، دبغ الإهاب بما يدبغ به1, والإهاب: الجلد من البقر والغنم والوحش، أو هو ما لم يدبغ2. وقد استخدم الدباغون في ذلك مواد مختلفة، بعضها بدائية، وعالجوا الجلد قبل دبغه لترقيقه وتنظيفه وصقله. وقد اشتهرت في ذلك جملة مواضع، منها: مدينة "جرش"، وهي من مخاليف اليمن من جهة مكة، وقد نسب إليها الأدم المعروف بـ"أدم جرش"، و"أدم جرشي"، وهي مدينة تسقى بالآبار، يستخرج منها الماء بالدلاء على الإبل، وقد فتحت في حياة النبي في سنة عشر للهجرة صلحًا على الفيء، وأن يتقاسموا العشر ونصف العشر3, وقد اشتهرت بإبلها كذلك التي نسبت إليها4. ومنها "صعدة"، في مخلاف خولان، وكانت تسمى في الجاهلية "جماع"، وكان بها قصر قديم ضخم. ذكر "الهمداني" أنها كورة بلاد خولان وموضع الدباغ في الجاهلية، وذلك أنها في موسط بلاد القرظ, وقد اشتهرت أيضا بالنصال5. ونعتها بأنها "بلد الدباغ في الجاهلية الجهلاء، وهي في موسط بلد القرظ، ربما وقع فيها القرظ من ألف رطل إلى خمسمائة بدينار مطوق على وزن الدرهم القفلة"6.

والأدم من السلع المهمة المشهورة في تجارة أهل الجاهلية, والأديم: الجلد الذي قد تم دباغه, وقيل: الجلد ما كان أو أحمره أو مدبوغه، وقيل: هو بعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015