قريش. ومن نواحي الجحفة "ثنية المرة"، ومنها سار "عبيدة بن الحارث بن المطلب" إلى عير لقريش يحرسها مائتان من المشركين بقيادة "أبي سفيان" أو غيره, وذلك في السنة الأولى من الهجرة، فالتقى بها على ماء يقال له: "أحياء" من بطن "رابغ" على عشرة أميال من الجحفة، وأنت تريد قديدًا عن يسار الطريق1.
و"رابغ": وادٍ عند الجحفة قرب البحر بين "البزواء" و"الجحفة" دون "عزور"، وقرية لا تزال معروفة, بينها وبين "بدر" خمس مراحل؛ الأولى "قاع البزواء"، ثم عقبة وادي السويق، ثم آخر ودان، ثم شقراء، ثم رابغ2. وهي اليوم قرية، مياهها عذبة ذات مزارع ونخيل.
وأرسل الرسول سرية أخرى إلى "الخرَّار" للتعرض لعير قريش التي كانت تسلك الجحفة، فلما وصلت "الخرار" من الجحفة قريبًا من "خم"، وجدت عير قريش قد سبقتها ونجت3. و"خم": غدير دون الجحفة وقيل: بالجحفة4.
وعلى مسيرة يوم من "ينبع"، يقع جبل "رضوى" الذي يبعد سبع مراحل عن المدينة5, ومن نواحي هذا الجبل ناحية "بواط"، وإليها خرج الرسول غازيًا معترضًا عير قريش التي كانت مارة بهذا المكان. وكانت قافلة كبيرة تتألف من ألفين وخمسمائة بعير، يحرسها مائة رجل من قريش، فيها "أمية بن خلف"، وقد أفلتت ونجت، دون أن يقع أي قتال6.
وببطن ينبع موضع يقال له: "ذو العشيرة" "ذات العشيرة"، إليه كانت غزوة "العشيرة" "غزوة ذات العشيرة"، حين بلغ الرسول خبر خروج عير لقريش إلى بلاد الشام، وقد جمعت قريش أموالها في تلك العير، ولكن القافلة نجت، فوصلت سالمة إلى بلاد للشام، وهي التي خرج الرسول في طلبها