"ابن الكلبي" سبب تسمية هذه القرية القريبة من البحر بهذه التسمية1.

والأبواء من المنازل التي كان يطرقها المسافرون إلى بلاد الشام، فهي على طريق التجارة القديم. وللرسول غزوة عُرفت بغزوة الأبواء وبغزوة ودان، وصل فيها إلى موضع "ودان"، وكان يريد اعتراض عير لقريش مرت بهذا المكان، وهي أول غزوة غزاها الرسول. وقد وادع فيها "بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة" على ألا يكثروا عليه ولا يعينوا أحدًا عليه2, مما يدل على أن هذا الموضع كان لبني ضمرة في ذلك العهد. وورد أنه كان لبني ضمرة ولغفار وكنانة3.

وودان قرب الأبواء والجحفة من نواحي "الفرع"، بينها وبين "هرشى" ستة أميال, وبينها وبين "الأبواء" نحو من ثمانية أميال، وكانت قرية سكنها "الصعب بن جثامة" الليثي من أصحاب الرسول، فنسب إليها4.

و"هَرْشى" ثنية قرب "الجحفة" في طريق مكة يرى منها البحر، ولها طريقان فكل من سلكهما كان مصيبًا، وهي على طريق الشام وطريق المدينة إلى مكة في أرض مستوية، وأسفل منها "ودَّان" على ميلين مما يلي المغرب. ويتصل بها من الغرب خبت رمل, في وسط هذا الخبت جبل أسود شديد السواد صغير, يقال له: طفيل5.

ومن الجحفة يتجه المسافر إلى "قُديد"6، ثم إلى "عسفان"، ثم إلى بطن مر، ثم إلى مكة7. و"بطن مر": قرية كبيرة، وعلى أربعة أميال منها قبر "ميمونة" زوجة النبي، وعلى مسافة منها مسجد عائشة، ومنها يحرم أهل مكة، وهو حد الحرم8.

والجحفة من منازل طريق تجارة مكة إلى الشام؛ ولذلك صارت هي والمواضع التي تقع على هذا الطريق من الأهداف التي قصدها المسلمون للتحرش بقوافل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015