من الشعوب الإفريقية1.
ومعنى هذا التعدد في النسب انتشار السبئيين وسُكناهم في مواضع متعددة، وهذا ما حمل كتبة التوراة على إدخال نسب السبئيين الساكنين في إفريقيا في نسب "الكوشيين"، وإدخال السبئيين الساكنين عند "ددان" في نسل "رعمة".
ويرد اسم "أوفير" "Ophir" بين "شبا" و"حويلة"، وهو كناية عن أرض اشتهرت عند العبرانيين بكثرة ذهبها وبوجود الفضة وخشب الصندل وبعض الأحجار الكريمة فيها2. وقد اختلف في تعيين مكانها، فذهب كثير من علماء التوراة إلى أنها في جزيرة العرب، ولكنهم اختلفوا في تعيين المكان، فذهب بعضهم إلى أنها في اليمن، وذهب آخرون إلى أنها في عسير، وآخرون إلى أنها في اليمامة3 أو موضع "العويفرة" الذي لا يبعد كثيرًا عن حافات جبل طويق4، ومنهم من رأى أنه "مهد الذهب" في الحجاز، وهو موضع عرف باستخراج الذهب منه قبل الإسلام بزمن طويل، وقد نقبت فيه شركة تعدين حديثة، أغلقت أبوابها من عهد ليس ببعيد، كما ذكرت ذلك في كلامي على معادن جزيرة العرب.
غير أن هنالك جماعة من الباحثين في التوراة ترى أن الوصف الوارد في التوراة لأرض "أوفير" يجعلها أرضًا في الهند؛ وذلك لأن الحاصلات المذكورة فيها هي حاصلات هندية، ومن الصعب تصور وجودها في بلاد العرب في ذلك الزمان5. وذهب فريق آخر إلى أنها في إفريقيا6.
والابن الثاني عشر في أبناء "يقطان" هو "حويلة". وقد ذكرته التوراة في موضع آخر من جملة أبناء "كوش" مع "سبأ"، مما يدل على توطن قبيلة