وهناك آبار أخرى غيرها، ذكرها "البلاذري" في كتابه "فتوح البلدان"1.
وقد اشتهرت بعض الآبار وعرفت، ولا تزال معروفة نقرأ أسماءها في الكتب، ومن أشهرها "بئر زمزم"، ذات الشهرة البعيدة، بسبب مكانتها من الكعبة، وبئر "طوى". وهي بئر حفرها عبد شمس بن مناف2. وبئر "ذروان"، وهي لبني زريق، جاء ذكرها في حديث سحر النبي3. و"بئر رومة"، وهي ليهودي كان يبيع الماء منها للناس، وقد حصل على مال كثير منها، وكان إذا غاب، قفل عليها بقفل، فلا يستطيع أحد أخذ الماء منها. فشكا المسلمون ذلك إلى الرسول، فقال: "ومن يشتريها ويمنحها للمسلمين ويكون نصيبه كنصيب أحدهم. فله الجنة". فاشتراها "عثمان" بخمسة وثلاثين ألف درهم، فوقفها4.
وبيثرب وأطرافها آبار عديدة، كان يستقي منها أهلها للشرب، منها بئر "غرس". ويظهر أنها كانت من أجود وأحسن آبار يثرب. وقد ورد ذكرها في الحديث، حيث ورد: نعم البئر بئر غرس، هي من عيون الجنة. وغسل رسول الله منها5. وذكر أنها كانت بقباء، وأنه برك فيها6. ويستقى منها على حمار7. ومنها بئر "مالك بن النضر بن ضمضم"، وهي التي يقال لها بئر "أبي أنس"8. ولما نزل الرسول منزل "أبي أيوب"، كان أبو أيوب يخدمه ويستعذب له هذه البئر9. ولما صار الرسول إلى منزله، كان خدمه يحملون قدور الماء إلى بيوت نسائه من بئر السقيا، ومن بئر غرس10.
وبئر "بضاعة" بئر معروفة بالمدينة، قطر رأسها ستة أذرع، وهي في بستان، وكان أهل يثرب يطرحون فيها خرق الحيض ولحوم الكلاب والمنتن11.