ومكاتلهم، فلما رأوا رسول الله، صلى الله عليه وسلم والجيش، قالوا: محمد والخميس معه، فأدبروا هرابًا"1.
و"الحنوان"، هما الخشبتان اللتان عليهما الشبكة ينقل عليها البر2. و"الوشيجة"، ليف يفتل ثم يشبك بين خشبتين ينقل بها البر المحصود3.
ويعبر عن جمع المحصولات في مواضع معينة لتحسينها، أو لخزنها، أو لتجفيفها وللمحافظة عليها بجملة ألفاظ، منها: "الكدس"، ويراد بها الحب المحصود المجموع، وهو العرمة من الطعام والتمر والدراهم ونحو ذلك4. ومنها "المربد"، والمربد كل شيء حبست به الإبل والغنم. ولهذا قيل مربد النعم الذي بالمدينة. وهو أيضًا الجرين الذي يوضع فيه التمر بعد الجداد لييبس، وهو "الأندر" بلغة أهل الشأم، والبيدر بلغة أهل العراق5. وأما "المسطح" فمكان مستو يبسط عليه التمر ويجفف، ويسمى "الجرين" يمانية6. وأما "الصبرة"، فما جمع من الطعام بلا كيل ووزن بعضه فوق بعض. يقال اشتريت الشيء صبرة، أي بلا وزن ولا كيل، والصبرة الكدس7.
وللمحافظة على الحبوب وغيرها من التلف، اتخذت مخازن تحت الأرض تحفظ فيها سميت "مدفنن" "المدفن" في المسند8. ولا تزال هذه الطريقة معروفة في مواضع من جزيرة العرب حيث يخزنون القمح وسائر الحبوب في حفر تحفر في الأرض. ويعرف "المدفن" بـ"قنت"، أي الحفرة في لغة المسند كذلك. وهي مخزن يخزن فيه الحب. وذكر "الهمداني"، أن أهل اليمن كانوا في أيامه يحفرون حفرًا في الأرض ويدفنون الذرة فيها، ويسع المدفن خمسة آلاف قفيز إلى ما هو أقل. ويسد عليه، ويبقى على ذلك مدة طويلة. فإذا كشف المدفن ترك