ويجمع الفلاحون الحاصل ثم يقسمونه بحسب الإنفاق، إن كان هناك فلاح ورب أرض، ليأخذ كل واحد منهما نصيبه، أو يوزع حسب نصيب كل من الشركاء، إن كان الزرع شركة. أو يسلم إلى صاحب الزرع، إن كان الزرع زرعه، وكان الفلاحون عبيدًا له. ويخزن الحاصل في مخازن مبنية، وفي بيادر وبيدر الطعام كومه. والبيدر الموضع الذي يداس فيه الطعام، والمكان الذي يجمع الطعام فيه. وهو "الأندر"، و"الكدس"1. و"الأندر"، كدس القمح خاصة2. والكدس: الحب المحصود المجموع وهو العرمة من الطعام والتمر والدراهم ونحو ذلك، مما يكدس بعضه فوق بعض3.

وذكر علماء اللغة أن "الجرين" للحب، والبيدر للتمر. وذكروا أيضًا أن الجرين موضع البر، بلغة أهل اليمن، وأن "الجرد" الطحن شديدًا بلغة هذيل4.

وينقل الطعام بأوعية إلى المخازن، ومنها نوع يقال له "العيبة"، وهو زنبيل من أدم، ينقل فيه الزرع المحصود إلى "الجرن" في لغة همدان5. وهناك أسماء أوعية أخرى استعملت في نقل الحاصل من أرض الحصاد وكوم التذرية إلى المخازن. ويعبر عن حمل الزرع بعد الحصاد إلى البيدر بلفظة "رفع" كأن يقال: رفع الزرع"، و"الرفاع" اكتناز الزرع ورفعه بعد الحصاد6. وأما "الغبوط" فالقبضات المصرومة من الزرع. و"الغبوط" هي القبضات التي إذا حصد البر وضع قبضة قبضة، الواحد غبط7. وأما "المكتل"، فزنبيل يحمل فيه التمر أو العنب إلى "الجرين"، وقيل هو شبه الزنبيل يسع خمسة عشرة صاعًا. وفي حديث خيبر: فخرجوا بمساحيهم ومكاتلهم8. وكان "عمال خيبر" قد خرجوا بمساحيهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015