وما ذنبه إن عافت الماء باقر ... وما أن تعاف الماء إلا لتضربا1

ويقولون إن الجن تصد البقر عن الماء، وأن الشيطان يركب قرني الثور2.

ويظهر أن هذا الاعتقاد من الاعتقادات التي كانت شائعة بين الجاهليين، بدليل وروده في أشعار عدد من الشعراء. وكانوا يزعمون أن الجن هي التي تصد الثيران عن الماء حتى تمسك البقر عن الماء حتى تهلك3.

ومن عاداتهم أيضًا أنهم كانوا إذا وقع العر في إبلهم، اعترضوا بعيرا صحيحا لم يقع ذلك فيه، فكووا مشفره وعضده وفخذه. يرون أنهم إذا فعلوا ذلك ذهب العرب عن إبلهم4.

وذكر أن العر قروح مثل القوباء، تخرج بالإبل متفرقة في مشافرها وقوائمها يسيل منها مثل الماء الأصفر، فتكوى الصحاح لئلا تعديها المراض. تقول منه: عرت الإبل، فهي معرورة. قال النابغة الذبياني:

فحملتني ذنب امرئ وتركته ... كذي العر يكون غيره وهو راتع5

وفي المعنى المذكور قول الشاعر:

فألزمتني ذنبا وغيري جره ... حنانيك لا تك الصحيح بأجربا

وقول آخر:

كمن يكوي الصحيح يروم برءا ... به من كل جرباء الإهاب6

وذكر أن الفصيل كان إذا أصابه العر، عمدوا إلى أمه فكووها، فيبرأ فصيلها7.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015