تهدي إلى الكعبة، وتطوف بها كطوافها بها، وتنحر، عندها، وهي تعرف فضل الكعبة عليها؛ لأنها كانت قد عرفت أنها بيت إبراهيم الخليل ومسجده"1. وورد أن "الطاغوت" الصنم، وكل معبود من دون الله، ولما تقدم سُمي الساحر والكاهن والمارد من الجن والصارف عن طريق الخير طاغوتًا"2. واللفظة تعني في لغة "بني إرم": رئيس عقيدة ضلال، وشيطان وصنم3.
و"الهيكل" من الألفاظ الدالة على موضع العبادة، استعملت لبيوت الأصنام مجازًا، ولمعابد النصارى4. والظاهر أن استعمالها كان عند العرب الشماليين في الغالب. مثل عرب العراق وعرب بلاد الشأم، ولا سيما عند النصارى منهم. أخذوها من الآراميين، إذ هي بمعنى بيت الصنم، أي معبد الوثنيين عندهم5. وقد وردت في لغة المسند كذلك، وردت بمعنى قصر "6"، ومعبد في أيام دخول النصرانية على اليمن.
وقد أطلق "الديدانيون" على بيت "بعل سمن"، لفظة: "أحرم" بمعنى "الحرم" تعظيمًا وتمجيدًا له. فهو ذلك الإله7. وترد لفظة "محرم" -التي لا زالت حية معروفة يطلقها أهل اليمن على محرم "بلقيس"- في لغة المسند، بمعنى المعبد، والمسجد الحرام. وقد وردت في عدد من النصوص8.
وبيوت العبادة أنواع. بيوت عبادة كبيرة، يحج إليها في أوقات معينة، ومواسم محددة، من مواضع قريبة أو بعيدة، هي محجات يحج إليها في وقت معين ثابت، يتقرب بها المتعبدون إلى رب المحجة أو أربابها بأداء واجب الخضوع والطاعة. وتكون محجة واحدة في الغالب، اختارها الإله أو الآلهة من بين سائر أماكن الأرض لتكون موضعًا مقدسًا وحرمًا آمنًا، فهي أقدس بقعة وأعز مكان في نظر المتعبدين لها على وجه هذه الدنيا. فلا تدانيها المعابد الأخرى ولا تبلغ منزلتها في الحرمة والمكانة.