وحدثنا "هيرودوتس" -في أثناء كلامه على حملة "قمبيز" على مصر- عن إلهين من آلهة العرب، هما "باخوس" رضي الله عنهacchus و"أوزانيا" "Urania". وذكرت أن العرب تسمي "باغوس" "أوراتل" Oratal، وتسمي "أورانيا" "أليلات" صلى الله عليه وسلمlilat1. و"إليلات"، هو الصنم "اللات"، الذي يرمز إلى الشمس، فهو إلهة، أي أنثى. ويقابل "أثينة" صلى الله عليه وسلمthene التي ظهرت عبادتها متأخرة بعض التأخر بالنسبة على الآلهة الأخرى2. و"اللات" من الأصنام العربية المعروفة التي ذكرت في القرآن، وفي النصوص النبطية والصفوية، كما سأتحدث عن ذلك في المواصع المناسبة. وأما Oratal، فهو تحريف على ما يظهر لاسم صنم من الأصنام العربية، صار من الصعب، إرجاعه إلى صنم من الأصنام التي نعرفها الآن3.
وقد حفظت النصوص الجاهلية أسماء عدد لا بأس به من الأصنام، كان الناس يقضون الليالي سهرًا في عبادتها والتودد إليها؛ لتنفعهم ولتدفع الأذى وكل سوء عنهم، وكانوا يتقربون إليها بالنذور والقرابين. ثم ذهب الناس وذهبت آلهتهم معهم. وبقيت أسماء بعض منها مكتوبة في هذه النصوص، وبفضل هذه الكتابات عرفنا أسماءها، ولولاها لكانت أسماؤها في عداد المنسيات، كأسماء الآلهة التي نسيت لعدم ورود أسمائها في النصوص.
وبين هذه الأسماء أسماء يجب اعتبارها من "الأسماء الحسنى"، أي "أسماء الله الحسنى" في المصطلح الإسلامي لأنها نعوت وصفات للآلهة التصقت بها حتى صارت في منزلة الأسماء العلمية. وهي تفيد المؤرخ كثيرًا؛ إذ إنها تعينه في فهم طبيعة تلك الآلهة، وفي فهم رأي المؤمنين بها، في ذلك الوقت.
وفي طليعة أسماء الآلهة المدونة في نصوص المسند، اسم الإله "ود"، إله معين الكبير، وإله قبائل عربية أخرى، منها "ثمود"، حيث ورد اسمه في كتاباتهم، و"لحيان"، حيث ذكر في كتاباتهم أيضًا. كما كان من الأصنام الكبرى في الحجاز عند ظهور الإسلام. وقد ذكر في القرآن الكريم مع أسماء.