غير أننا لا نستطيع أن نحكم بورودها في شعر أمية ما لم نثبت أن ذلك الشعر هو من شعره حقًّا، وأنه ليس بشعر إسلامي صنع ووضع على لسانه، فقد وضعت أشعار وقصائد على لسانه وعلى لسان غيره من الشعراء.
ووردت بهذا المعنى أيضًا في النصوص الثمودية. وردت في نص سجله رجل من قوم ثمود، توسل فيه إلى الإله "ود"، أن يحفظ له دينه، "أل هـ د ي ق. ي د"1، ووردت في نص آخر جاء فيه: "بدين ود أمت"2، أي "بدين ود أموت"، أو "على دين ود أموت". فاللفظة إذن من الألفاظ العربية الواردة في النصوص الثمودية، وقد يعثر عليها في نصوص جاهلية مدونة بلهجات عربية أخرى.
ويصنف بعض العلماء الأديان إلى صنفين: أديان بدائية Primitive Religions، وأديان عليا The Higher Religions، غير أن هذا التقسيم لا يستند إلى التسلسل الزماني، وإنما يقوم على أساس دراسة أحكام الدين وعقائده وعمق أفكاره. فالأديان التي تقوم على أفكار بدائية وعلى السحر Magic وعلى المبالغة في التقديس وتقديم القرابين Sacred، والتي تنحصر عبادتها بأفراد قرية أو قبيلة واحدة، وأمثال ذلك مما يشرحه علماء تأريخ الأديان وعلماء فلسفة الأديان، هي من أديان الصنف الأول. فإذا توسع مجال الدين وشمل قبائل عديدة، وتعمق في أحكامه وفي تشريعه وفلسفته، وصار الإله أو الآلهة إلهًا ذا سلطان واسع أو آلهة ذات سلطان واسع عد الدين من الأديان العليا3.
وأما تقسيم الأديان إلى أديان قبيلية Tribal Religions، و"أديان قومية" National Religions، وأديان مطلقة عامة "صلى الله عليه وسلمbsolute Religions" "Universal Religions" فإنه، وإن كان تقسيمًا واضحًا ظاهرًا بالقياس إلى الطرق الأخرى لتقسيم الأديان، يرد عليه أنه تقسيم بني على أسس وحدود ليست لها أرض صلبة في جوهر الدين وأركانه، فهو بعيد عن المبادئ الأساسية التي تجب مراعاتها في تقسيم كل علم أو موضوع4. كذلك تجابه التقسيم الثلاثي إلى "أديان.