مكة وجعل فيه أمة يقال لها: "حزورة" وبها سمّيت حزورة مكة وجعل في الصرح سلمًا، فكان يرقاه، ويزعم أنه يناجي ربه، ونسبوا له أمورًا كثيرة. ومن كلامه على ما يزعمه أهل الأخبار "مرضعة وفاطمة، ووادعة وقاصمة، والقطيعة والفجيعة، وصلة الرحم وحسن الكلم"، وقوله: "زعم ربكم ليجزين بالخير ثوابًا، وبالشر عقابًا، إن من في الأرض عبيد لمن في السماء. هلكت جرهم وربلت إياد، وكذلك الصلاح والفساد" وذكر أنه لما مات، نعي على الجبال1.
ومن حكام إياد: قس بن ساعدة الإيادي الشهير2. وذكر أنه أول من قال: "أما بعد"3، وسأتكلم عنه في أثناء كلامي على الخطباء البلغاء.
ومن حكام "كنانة" "صفوان بن أمية"، و"سلمى بن نوفل الكناني"، وكان من المعاصرين لـ"عامر بن الظرب العدواني"4. وجعل "صفوان بن أمية بن محرث الكناني" في عداد من حرّم الخمر في الجاهلية تكرمًا وصيانة لأنفسهم. ونسبوا له شعرًا في سبب تركه لها5.
ومن حكام "كنانة": "يعمر بن عوف الشدّاخ الكناني"، وكان خبيرًا بالأنساب وبالأحساب والأخبار, وحكمًا من حكام كنانة. وهو الذي شدخ دماء خزاعة6. وكانت قريش قاتلت خزاعة وأرادت إخراج خزاعة من مكة، فتراضى الفريقان بيعمر، فحكم بينهم بشدخ الدماء بين قريش وخزاعة، وعلى ألا يخرج خزاعة من مكة7. وورد في رواية أخرى، أنه حكم أن كل دم أصاب قريش من خزاعة موضوع، وكل ما أصاب خزاعة من قريش ففيه الدية، وأن قصيًّا أولى بالكعبة وأمر مكة من خزاعة8.
ومن حكام "كنانة" "القلمس الكناني". وكان من نسأة الشهور، كان يقف عند "جمرة العقبة"، ثم يعلن حكمه بنسيء الشهور، كأن يحلّ أحد الصفرين ويحرم صفر المؤخرة، وكذلك في الرجبين، يعني رجبًا وشعبان. فهو