وقد غضبت بنو تميم وخجلت مما نزل ببني عامر من عار بسبب هذا اليوم، وحلف "ضمرة بن ضمرة النهشلي"، وهو من سادات بني تميم على أن يترك الخمر ويحرمه عليه حتى يأخذ بثأره من بني أسد، فهيأ نفسه وعبأ قومه لقتالهم، والتقى بهم في يوم ذات الشقوق، وانتصر فيه عليهم، وفرح بهذه النتيجة، وأباح لنفسه عندئذ شرب الخمر1.
ولما كان على رأس الحول من يوم النسار اجتمع من العرب من كان شهد النسار. وكان رؤساؤهم بالجفار, الرؤساء الذين كانوا يوم النسار, إلا أن بني عامر تقول: كان ريئسهم بالجفار "عبد الله بن جعدة بن كعب بن ربيعة"، فالتقوا بالجفار، واقتتلوا، وصبرت تميم، فعظم فيها القتل وخاصة في بني عمرو بن تميم. وكان يوم الجفار يسمى "الصيلم" لكثرة من قتل به2.
وفي ويم الجفار التقت بكر بتميم على رواية3، والتقى الأحاليف في ضبة وإخوتها الرباب وأسد وطيء على بني عمرو بن تميم في رواية أخرى، واستحر القتل يومئذ في بني عمرو بن تميم على هذه الرواية، فكان النصر فيها للأحاليف4.
وفي يوم السِّتار، وهو يوم كان بين بكر بن وائل وبني تميم، قتل قيس بن عاصم وقتادة بن سلمة "مسلمة" الحنفي فارس بكر5، وكان قتادة من الجرارين في ربيعة6.
ولضبّة نصر آخر، كان في يوم الشقيقة على بني شيبان. وقد قتل فيه بسطام بن قيس سيد بني شيبان. وكان ذلك بسبب قيام بسطام بغارة على بني ضبة وطمعه في إبل مالك بن المنتفق الضبّي. فلما رأت ضبّة بسطامًا، وهو يغير على