ولكنهما لم يرسلا له الفداء1.
والأقرع بن حابس، فارس مشهور من فرسان تميم. ويعد من حكام العرب. وقد اتصل حكمه في عكاظ إلى الإسلام. ويعد أيضًا من السادة الجرارين، ومن المؤلفة قلوبهم من تميم2.
وكان يوم مبايض من الأيام المهمة التي وقعت بين بني شيبان من بكر، وبين بني تميم. وقد دارت الدائرة فيه على تميم. وألحقت بها خسائر فادحة. وسبب هذا اليوم أن فارسًا من فرسان تميم يدعى طريف بن تميم العنبري كان قد وافى عكاظ في الشهر الحرام، وكان قد قتل رجلًا من بني شيبان، فتعقبه ابن ذلك الرجل، ليأخذ بثأر أبيه منه. وصادف أن وقع نزاع بين بني مرة بن ذهل بن شيبان وبين بني ربيعة بن ذهل بن شيبان كاد يؤدي بينهما إلى حرب، فقرر هانئ بن مسعود رئيس بن ربيعة -حقنًا للدماء- الارتحال بقومه، والنزول على ماء مبايض. فلما سمع طريف العنبري بنزول ربيعة على هذا الماء. نادى قومه للإغارة على ربيعة، ما دامت منفردة، وليس لها في هذا الموضع نصير، لإضعاف بكر بن وائل وللانتقام منها. فعلمت ربيعة بذلك، فاستعدت للقتال. فلما هاجمت تميم ربيعة، كان بنو شيبان على استعداد، فألحقوا بتميم خسارة لم تصب بمثلها، فلم يفلت منهم إلا القليل. وانهزم طريف فتعقبه ابن الشيباني الذي قتله طريف، فقتله. فكان هذا اليوم من أهم الأيام التي وقعت بين بني شيبان وتميم3. واسم قاتل "طريف"، هو "حصيصة الشيباني"، "حصيصة بن شراحيل"4.
وكان سادة تميم الذين قادوهم في هذا اليوم ثلاثة رؤساء، هم: أبو الجدعاء الطُّهَوي علي بني حنظلة، وابن فدكي المِنقري على بني سعد، وطريف بن عمرو على بني عمرو بن تميم5.
وكان يوم الزورين من أيام بكر على تميم كذلك. وكانت بكر تنتجع أرض