وقد كان الجاهليون يوفقون أيضًا بين نوع ملابسهم، فكانوا يلبسون مثلًا عمامة خز مع جبة خز ومطرف خز1 وذلك للتناسق في اللباس.

وجعلوا العمامة شعارًا للعرب ورمزًا لهم، إذا زال زالت عروبتهم. "قال غيلان بن خرشة للأحنف: يا أبا بحر. ما بقاء ما فيه العرب؟ قال: إذا تقلدوا السيوف، وشدوا العمائم، واستجادوا النعال، ولم تأخذهم حمية الأوغاد"2.

وورد "في الخبر، إن العمائم تيجان العرب، فإذا وضعوها وضع الله عزهم".

وقيل: اختصت العرب: بالعمائم تيجانها، وبالدروع وبالسيوف وبالشعر3.

وعرفت "المساتق" في الحجاز. وهي فراء طوال الأكمام، واحدتها "مستقة". وذكر الجواليقي أنها من الألفاظ المعربة عن الفارسية، وأنها "مشته" في لغة الفرس. وروي أن الرسول كان يصلي وعليه مستقة، وأن مستقته من سندس مبطنة بالحرير، أهديت إليه4. ذكر أن ملك الروم أهداها إليه5.

وأما الجبة، فهي من ألبسة الموسرين كذلك، لأنها غالية، تكون من خز، وتكون من ديباج ومن أقمشة أخرى. وقد ذكر أن الأكيدر أهدى إلى الرسول جبة من ديباج منسوج فيها الذهب6. وقد تكون واسعة الكمين، كما تكون ضيقتهما. وقد لبس الرسول في السفر جبة ضيقة الكمين7. وذكر أنه قد كانت عند "أسماء بنت أبي بكر" جبة لرسول الله، "طيالسية خسروانية لها لينة ديباج وفرجاها مكفوفان بالديباج. فقالت هذه كانت عند عائشة حتى قبضت، فلما قبضت قبضتها، وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يلبسها، فنحن نغلسها للمريض نستشفي بها"8.

وتعدّ الجبب من مقطعات الثياب. فقد اصطلح علماء اللغة على تقسيم الثياب إلى مقطعات وغير مقطعات. والمقطع من الثياب كل ما يفصل ويخاط من قميص

طور بواسطة نورين ميديا © 2015