وقد استعانوا بالكلاب السريعة الجري في الصيد كذلك. وقد عنوا بتربية أنواع ذكية سريعة الجري منها لمطاردة الفريسة، إذا أدركتها نهشتها أو قبضت عليها، فيأتي الصياد، فيأخذها منها.
ويتحايل الصيادون في الاصطياد، فيحفرون حفيرة تلجف من جوانبها، أي يجعل لها نواحي، وتعرف عندهم بالقرموص، وذلك للتمويه على الحيوان. وقد يتخذ الصياد أو أي شخص آخر موضعا فوق أطراف الشجر والنخل خوفًا من الأسد، فيقال لذلك "العرزال". وأما "الزُّبية" فحفرة تحتفر للأسد، وكذلك "الزونة"، و "القُترة" حفرة يحتفرها الصائد يكمن فيها حتى لا يشعر به الصيد. وقد يدخن الصائد في قترته لكيلا تجد الوحش ريحه، ويقال لذلك "المدمر". و "الروق" موضع الصائد، و "الدجية"، قترة الصائد. وهناك ألفاظ أخرى من هذا القبيل يراد بها الحفر التي يستتر بها الصيادون في الصيد.
ويستخدم الصيادون جملة أدوات في الاصطياد، منها آلة تسمى "الجرة"، وهي خشبة نحو الذراع يجعل في رأسها كفة وفي وسطها حبل، فإذا نشب فيها الظبي ناوصها واضطرب، فإذا غلبته استقر فيها. و "الحبالة" الحبل الذي يصاد به. و "الأحبول" حبالة الصائد. وأما "الشرك" فحبائل الصائد والواحدة "شركة" و "المصلاة" شرك ينصب للصيد، و "الكصيصة" حبالة الظبي التي يصاد بها وهناك آلة تشبه المنجل تشد بحبالة الصائد ليختطف به الظبي يقال لها "الخاطوف". وأما "الرداعة" فمثل البيت تجعل فيه لحمة يصيد الصياد به الضبع والذئب. ويتخذ الصيادون بيتًا يبنونه من حجارة، ثم يجعلون على بابه حجرًا يقال له السهم. والملسن يكون على الباب، ويجعلون لحمة السبع في مؤخرة البيت فإذا دخل السبع لتناول اللحمة، سقط الحجر على الباب فسدها، وبذلك يحبس، فلا يستطيع الخروج. ويقال لذلك البيت "الرواحة". وأما "الجريئة"، فإنها بمعنى "الرداعة". ولعرقبة الحمير الوحشية تستعمل آلة خاصة تشبه الهلال يقال لها "هلال الصيد".
وتستعمل الشباك في الصيد كذلك. تستعمل في صيد البحر والبر. ويغدف الصياد بالشبكة على الصيد ليأخذه. وأما القصبة التي تصاد بها العصافير، فيقال لها الغاية. والغاية الراية كذلك. وأما "الرامق" و "الرامج" فبمعنى الملواح الذي يصاد به البُزاة والصقور، وهو أن يؤتى ببومة فيشد في رجلها شيء أسود،